الفرق بين التطبيق التقني والاستراتيجي لـCRM

الفرق بين التطبيق التقني والاستراتيجي لـCRM
4 دقائق للقراءة
Reading Time: 4 minutes

عندما تشتري سيارة رياضية فائقة السرعة، فأنت تملك أداة قوية بإمكانيات هائلة، لكن امتلاك السيارة (الجانب التقني) شيء، ومعرفة وجهتك وخارطة الطريق الأفضل للوصول إليها (الجانب الاستراتيجي) شيء آخر تمامًا، هذا التشبيه يجسد معضلة تواجهها الكثير من الشركات عند تطبيق أنظمة إدارة علاقات العملاء، حيث تواجه صعوبة في معرفة الفرق بين التطبيق التقني والاستراتيجي لـCRM.

هدفنا من هذا المقال اليوم، هو توضيح الفرق بينهما واكتشاف طرق فعالة من أجل دمج الاثنين معًا لإطلاق العنان لقوة علاقاتك مع العملاء، تابع القراءة لنوضح لك كيف تدمج بين الجانبين وتحقق أقصى استفادة من نظامك.

ما المقصود بـ CRM؟

قبل أن نفصل بين الجانبين، دعنا نضع تعريفًا واضحًا، نظام إدارة علاقات العملاء (CRM) هو فلسفة عمل متكاملة تضع العميل في مركز كل قرار تتخذه الشركة، التكنولوجيا، أو البرنامج، هي الأداة التي تمكّنك من تطبيق هذه الفلسفة بكفاءة.

فكر فيه على أنه الجهاز المركزي الذي يربط بين أقسام التسويق والمبيعات وخدمة العملاء، ويجمع كل تفاعل مع العميل في مكان واحد منظم، الهدف النهائي؟ فهم أعمق للعميل، وبناء علاقات أقوى، ودفع النمو المستدام.

ما هو التطبيق التقني لأنظمة CRM؟ دور التكنولوجيا في دعم أهداف CRM

التطبيق التقني هو ما يجيب على “ماذا” و”كيف” يعمل النظام!

يشمل هذا الجانب كل ما هو ملموس في البرنامج:

  • إدارة جهات الاتصال: تخزين معلومات العملاء (الأسماء، الإيميلات، سجل المحادثات) في قاعدة بيانات مركزية.
  • تتبع مسار المبيعات (Sales Pipeline): مراقبة كل صفقة محتملة من مرحلة الاهتمام الأولية حتى إغلاقها.
  • أتمتة التسويق: إرسال رسائل بريد إلكتروني آلية، وجدولة المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتأهيل العملاء المحتملين.
  • إدارة خدمة العملاء: تنظيم تذاكر الدعم الفني وتتبع استفسارات العملاء لضمان حلها بسرعة.
  • التقارير ولوحات المعلومات (Dashboards): تحويل البيانات الخام إلى رسوم بيانية ومؤشرات أداء قابلة للقراءة لمساعدتك على اتخاذ القرارات.

باختصار، الجانب التقني هو السيارة نفسها: المحرك، العجلات، نظام الملاحة، والمقاعد المريحة، إنه يوفر الإمكانيات، لكنه لا يحدد وجهة الرحلة.

ما هو التطبيق الاستراتيجي لـCRM؟

التطبيق الاستراتيجي هو “لماذا” تستخدم نظام CRM، إنه الخطة الشاملة والرؤية التي تحدد أهداف عملك وكيف سيساعدك النظام في تحقيقها، الاستراتيجية تجيب على أسئلة مثل:

  • لماذا نريد جمع بيانات العملاء؟ (الهدف: لتقديم عروض مخصصة تزيد المبيعات بنسبة 15%).
  • ما هي أهم مراحل رحلة العميل التي نريد تحسينها؟ (الهدف: تقليل الوقت اللازم من أجل حل مشاكل العملاء بنسبة 30%).
  • كيف سنستخدم الأتمتة لبناء ولاء العملاء؟ (الهدف: إنشاء برنامج ولاء يكافئ العملاء المتكررين تلقائيًا بعد عملية الشراء الثالثة).

الاستراتيجية هي التي تحول نظام CRM من مجرد دفتر عناوين متطور إلى محرك نمو حقيقي لشركتك، إنها الخطة التي ترسمها قبل الانطلاق في رحلتك بالسيارة الرياضية.

ما الفرق بين التطبيق التقني والاستراتيجي لـCRM؟

لفهم الفارق بشكل أوضح، دعنا نضعهما في مقارنة مباشرة:

الجانب التطبيق التقني (الأداة) التطبيق الاستراتيجي (الرؤية)
التركيز على ميزات البرنامج ووظائفه، “ماذا يمكن للنظام أن يفعل؟” على أهداف العمل ونتائجه، “ماذا نريد أن نحقق؟”
المقياس عدد المستخدمين، كمية البيانات المدخلة، عدد المهام المؤتمتة. زيادة الاحتفاظ بالعملاء، تقصير دورة المبيعات، نمو الإيرادات.
السؤال الرئيسي “كيف نثبّت البرنامج وندرب الموظفين على استخدامه؟” “كيف سنغير عملياتنا لتصبح أكثر تركيزًا على العميل؟”

الخطأ الكبير الذي تقع فيه الشركات هو استخدام النظام التقني ثم سؤال فريق العمل: “ماذا يمكننا أن نبني بهذا؟”، النهج الصحيح هو معرفة الاستراتيجية أولًا، ثم اختيار الأدوات المناسبة لتنفيذه.

كيف تحقق التكامل بين التطبيق التقني والاستراتيجي لـCRM؟

بعد معرفة الفرق بين التطبيق التقني والاستراتيجي لـCRM، النجاح الحقيقي هنا يظهر عندما تتمكن من دمج الاثنين معًا بطريقة ذكية وبخطوات مدروسة:

  1. ابدأ بـ “لماذا” (الاستراتيجية أولًا): قبل حتى أن تبحث عن نظام CRM، اجلس مع رؤساء الأقسام (المبيعات، التسويق، خدمة العملاء) وحدد 3-5 أهداف واضحة وقابلة للقياس، مثال: “نريد زيادة معدل تجديد الاشتراكات السنوية من 70% إلى 85% خلال 12 شهرًا”.
  2. ارسم رحلة العميل: حدد نقاط التماس التي يتفاعل فيها العميل مع شركتك، أين تكمن نقاط الألم؟ أين توجد فرص للتحسين؟ هذا سيساعدك على تحديد الميزات التي تحتاجها بالفعل.
  3. اختر الأداة التي تخدم الخطة: الآن، ابحث عن نظام CRM تتوافق ميزاته التقنية مع استراتيجيتك، إذا كان هدفك هو تحسين الخدمة، فركز على الأنظمة ذات القدرات القوية في إدارة تذاكر الدعم، إذا كان هدفك هو زيادة المبيعات، فركز على أدوات إدارة مسار المبيعات والأتمتة.
  4. خصص النظام، لا العكس: لا تغير استراتيجيتك لتناسب النظام، بل قم بتخصيص الحقول وسير العمل والتقارير داخل النظام لتعكس أهدافك وعملياتك الفريدة.

كيف تُترجم الأهداف المؤسسية إلى ممارسات داخل النظام؟

لنجعل الأمر عمليًا أكثر، إليك مثال حي:

  • الهدف الاستراتيجي: “زيادة فرص البيع المتقاطع (Cross-selling) للعملاء الحاليين”.
  • الترجمة إلى ممارسة تقنية داخل CRM:
  • الخطوة 1: إنشاء حقل مخصص في ملف كل عميل يسجل المنتجات التي اشتراها بالفعل.
  •  الخطوة 2: إعداد قاعدة أتمتة: “إذا اشترى العميل المنتج (أ)، أرسل له تلقائيًا بعد 30 يومًا بريدًا إلكترونيًا يعرض المنتج (ب) الذي يكمل المنتج (أ) مع خصم 10%”.
  •  الخطوة 3: إنشاء تقرير في لوحة المعلومات يتتبع عدد العملاء الذين استجابوا لهذه الحملة وقيمة المبيعات الناتجة عنها.

بهذه الطريقة، أصبح النظام أداة استباقية تعمل على تحقيق هدف استراتيجي محدد.

أخطاء شائعة عند التركيز على الجانب التقني فقط لـCRM

  1. ضعف تبني الموظفين: عندما لا يفهم فريق العمل “لماذا” يستخدمون النظام، سيشعرون أنه مجرد عبء إداري لإدخال البيانات، وسيقاومون استخدامه.
  2. بيانات غير ذات قيمة: بدون استراتيجية، يتم جمع كل أنواع البيانات، مما يؤدي إلى فوضى معلوماتية يصعب استخلاص رؤى مفيدة منها (مبدأ “Garbage In, Garbage Out”).
  3. “برنامج الرف” (Shelfware): ينتهي الأمر بالشركة وقد دفعت مبالغ طائلة في نظام قوي لا يستخدم أحد سوى 10% من إمكانياته، ليتحول إلى مجرد برنامج يجمع الغبار على “رف” الخوادم الافتراضية.

نصائح من خبراء إنجاز CRM لتطبيق ناجح

بناءً على خبرتنا في مساعدة عشرات الشركات، نلخص أهم النصائح في النقاط التالية:

  • احصل على دعم الإدارة العليا: يجب أن يكون تبني ثقافة تتمحور حول العميل قرارًا استراتيجيًا يبدأ من القمة.
  • أشرِك المستخدمين النهائيين: فريق المبيعات والخدمة هم من سيستخدمون النظام يوميًا، اجعلهم جزءًا من عملية الاختيار والتصميم لضمان أنه يلبي احتياجاتهم الحقيقية.
  • ابدأ صغيرًا وتوسع: لا تحاول تنفيذ كل شيء دفعة واحدة، ابدأ بقسم واحد أو عملية واحدة، أثبت نجاحها، ثم توسع تدريجيًا.
  • التدريب المستمر: التدريب ليس حدثًا لمرة واحدة، يجب أن يكون عملية مستمرة مع تطور النظام وظهور ميزات جديدة.
  • قِس ما يهم: اربط مؤشرات أداء CRM (مثل سرعة الاستجابة للعملاء) بمؤشرات أداء العمل الرئيسية (مثل رضا العملاء والإيرادات).

في النهاية، تذكر دائمًا تشبيه السيارة، نظام CRM التقني هو المحرك القوي، لكن الاستراتيجية هي التي تضع يديك على عجلة القيادة، تحدد الوجهة، وتضغط على دواسة الوقود بثقة نحو النجاح، عندما يعملان معًا، ستستمتع بالرحلة وتقود منافسيك في السباق نحو كسب قلوب العملاء.

استعن الآن بنظام CRM إنجاز واحصل على كل ذلك معًا.